منى حبيب: تمردت على الروتين .. وأحدثت طفرة فى قطاع العلوم الصحية

[mks_highlight color=”#f4f482″]كتبت-هبة سالم[/mks_highlight]

تضم سكرتارية المرأة العاملة والطفل بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر الكثير من النماذج المتميزة والرائدة فى العمل النقابى، ورغم قلة تمثيل المرأة فى بعض النقابات الا ان السكرتارية تضم 27 نقابة عمالية من خلال 27 نموذج غير عادى للمرأة المصرية العاملة القوية التى تناضل ضد الفساد، والمهتمة بمشاكل من حولها، ولديها رؤية واضحة للإدارة والقيادة نابعة من ثقتها الكبيرة بنفسها قادرة على تذليل الصعاب والعراقيل، التحدى وعمل المستحيل.

منى حبيب

الأمين العام للنقابة العامة للعلوم الصحية التحقت بالعمل النقابى منذ 10 سنوات بهدف الاهتمام بخريجى المعاهد الفنية الصحية والذين يعملون بالمجال الطبى مثل ” عمال الأشعة ،والتحاليل ،ومعامل الأسنان، مفتشين الأغذية بالأسواق، والحجر الصحى، والجمارك والموانئ” والمهدر حقهم بسبب عدم وجود نقابة تمثلهم وتحافظ على حقوقهم.

فكانت أحد المؤسسين لنقابة مستقلة كان المقرر ان تكون مهنية لكن الظروف حالت دون تسجيلها فلم يكن أمامها سوى التسجيل كنقابة عمالية لتعمل بشكل قانونى وحتى ذلك الطريق لم يكن سهلا أيضا فواجهتها صعوبات ومشاكل وعراقيل فى تسجيل النقابة سواء بوزارة القوى العاملة أو “اتحاد العمال” لكن لم تيأس وأصرت على استكمال المشوار.

فبدأت ضمن فريق من زملائها بالمهنة بمحافظات مختلفة بجمع استمارات لتشكيل لجنة تأسيسية بالنقابة وتم إيداع الاستمارات بـ”القوى العاملة” من خلال إنذار على يد محضر للوزيرة عائشة عبد الهادى، وفى عام 2012 انتخبت حبيب بالمجلس التنفيذى للنقابة العامة كمساعد النقيب العام ثم التحقت بانتخابات الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة وظلت بمجلس ادارة الاتحاد فترة عام ثم تركته لاختلافها مع رئيس الاتحاد فى بعض وجهات االنظر حول طريقة العمل ، ثم تفرغت للنقابة وأصبحت نائب للنقيب العام حوالى 5 سنوات.

وظلت النقابة مستقلة الى ان تم تعديل قانون التنظيم النقابى رقم 213 لسنة 2017 ونجحت النقابة بتوفيق أوضاعها، وأصبحت تابعة لـ”اتحاد العمال” وشاركت فى انتخابات 2018 ورشحت لمنصب أمين عام النقابة العامة وهى المرأة الوحيدة  التى تشغل منصب الأمين العام لنقابة عامة فى النقابات العمالية ومثلت النقابة فى سكرتارية المرأة باتحاد العمال.

واستطاعت حبيب فى خلال العشر سنوات مدة عملها النقابى ان تحدث طفرة فى قطاع العلوم الصحية، من خلال نضالها مع زملائها بإنشاء كلية علوم صحية لأول مرة بالجامعات المصرية مدة الدراسة بها 4 سنوات ثم عام امتياز، فتواصلت مع كل رؤساء الجامعات بجميع المحافظات، وبالفعل استجابت بعض الجامعات مثل بنى سويف وتم تخريج أول دفعة فى 2019، وبعدها بعام استجابت جامعة المنوفية وستتخرج أول دفعة 2020 ، فضلا عن استعداد 5 من الجامعات لدراسة العلوم العلوم الصحية من العام المقبل ومنهم جامعتى الزقازيق والوادى الجديد.

ورغم وجود 3 كليات للعلوم الصحية بالجامعات الخاصة فى عامى 96، 98 “بجامعة فاروس بالاسكندرية، وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، و6 اكتوبر” الا انهم غير معترف بهم لعدم وجود وضع قانونى لهم ولكن بعد انشاء كليات للعلوم الصحية بالجامعات الحكومية أصبح للكليات الخاصة شرعية.

ونجحت حبيب فى تطبيق نظام ” تجسير” والمطبق بالدول العربية وهذا النظام هدفه اضافة سنتين تكمليتين لمن يحصلون على شهادة معهد العلوم الصحية ليتمكنوا من الحصول على درجة البكالوريوس، وبالفعل أصدرت وزارتى “التعليم العالى” و”الصحة” قرار بذلك، وبالفعل تخرج حتى الان دفعتين والثالثة فى الطريق، وتم تطبيق ذلك فى 12 معهد صحى على مستوى الجمهورية.

كما نجحت فى إلحاق كلية العلوم الصحية بكادر المهن الطبية رغم الحروب التى  واجهتها هى وزملائها من قبل نقابات ” الأطباء” و”العلميين” و”التمريض”.

وتخرجت حبيب من المعهد الفنى الصحى ومدته عامين ثم أكملت دراستها لتحصل على درجة البكالوريوس ثم حصلت على دبلومة وحاليا سجلت الماجستير فى الكيمياء الحيوية الطبية بجامعة بنى سويف، لم تعتمد على الدورات فقط  فى عملها النقابى بل التحقت بالدراسة بكلية الحقوق بالجامعة المفتوحة وحصلت على الليسانس ثم ماجستير اقتصاد سياسى وسجلت الدكتوراه فى القانون لكى تمارس العمل النقابى بشكل صحيح وتمثل زملائها بشكل جيد.

كما حصلت على دورات الدفاع الشعبى، وكذلك دورة مدرب من منظمة العمل الدولية وهى تعمل حاليا أخصائى تحاليل بمستشفى دكرنس العام بمحافظة الدقهلية.

استطاعت حبيب ان توفق بين العمل النقابى والعمل والمستشفى والدراسة من خلال التنظيم الجيد للوقت وهذا ساعدها على انجاز عملها ودراستها بشكل جيد، حيث لا تهدر وقتها بل تستغل ساعات سفرها من الدقهلية للقاهرة فى المذاكرة، دعمتها أسرتها فى المضى قدما بعملها ودراستها فلم تقصر فى اى جانب من حايتها .

زودت النقابة بأرشيف اليكترونى وورقى، نظمت دورات تدريبية لكوادر النقابية المنتخبة فى مجال العمل النقابى، لديها خطة متكاملة فى هذا المجال للمحافظات لاعداد كوادر مؤهلة للانتخابات النقابية المقبلة.