180 ألف عامل فى صناعة الطوب يتطلعون لتأسيس نقابة

«إنسان معدوم» هكذا لخص عبدالعظيم يونس، عامل فى صناعة الطوب، أحوال نحو 180 ألف عامل فى مصانع الطوب بمنطقتى الصف والأوتوستراد بالجيزة، والتى تعد الصناعة الرئيسية فى توفير فرص العمل لأبناء تلك المنطقة، ولكن بدون أى حماية لحقوق العمل فى التشريعات المصرية والدولية، تبعا لما جاء فى مؤتمر حملة «الدفاع عن حقوق العمال» الذى نظمه الاتحاد الأوروبى أمس.

 تبدأ معاناة عمال الطوب كما يروونها منذ رحلة الانتقال على الطرق الصحراوية فى الرابعة فجرا إلى مصانعهم وهى طرق غير مؤهلة مما يعرضهم للحوادث، كما تخلو من أية وسائل للتأمين أو نقاط الإسعاف، مما يعرضهم للهجوم من البلطجية، بالإضافة إلى ذلك يمثل مناخ تلك المناطق خطرا مستمرا على العمال بسبب نسبة التلوث العالية «نعمل ثمانى ساعات يوميا ولا تتوفر لنا مياه شرب غير مياه الآبار وهى غير صالحة للاستخدام الآدمى مما يعرضنا للفشل الكلوى»، كما يقول هانى عطا، عامل.

ويشعر عمال مصانع الطوب بغياب كامل للدولة، حيث لا يوجد أى دور للحكومة فى الزام المصانع بالتعاقد مع العمال بشكل قانونى، وتوفير أى شكل من الأمان الاجتماعى كالمعاشات أو التأمين الصحى، علاوة على عدم توفير نظام للأمن الصناعى بالرغم من المخاطر المرتفعة لتلك المهنة «هو القطاع الخاص كده لو مش قادر تشتغل امشى»، بحسب تعبير يونس. وأشار يونس إلى تخلى أصحاب العمل عن مسئولياتهم فى توفير بيئة عمل أمنة أو معاش للعامل بعد إصابته بعاهة مستديمة تعوقه عن العمل، «صاحب المصنع لا يرعى العامل المصاب لأكثر من أسبوع ثم يتركه يواجه مصيره، هذه مشكلة تواجه نحو مليون مواطن من أسر العاملين فى الصف والاوتوستراد»، كما يقول رضا إسماعيل العامل بمنطقة الصف.

 ويجمع العمال على أن متوسط المرحلة العمرية التى يخرج بها العامل من تلك المهنة بعد استنزافه صحيا تكون فى سن الاربعينيات، بينما يبدأ قطاع كبير من المواطنين العمل فى تلك المهنة منذ مرحلة مبكرة قد تبدأ من سن ست سنوات، بحسب قول العمال.

 وتسعى منظمة جوسبى الايطالية، منظمة غير حكومية، بالتعاون مع جهات أوروبية مانحة، إلى الترويج من خلال تلك الحملة لحقوق عمال منطقتى الصف وقرية الديسمى بالجيزة، خاصة فى ظل تنامى الوعى السياسى والحقوقى بعد الثورة المصرية، بحسب ما قاله مسئولو المنظمة الاوروبية.

 ويسعى عمال الصف وقرية الديسمى لتأسيس نقابة تدافع عن حقوقهم فى العمل، خاصة فى ظل عدم مساندة العديد من ممثلى الحكومة للعمال لحصولهم على حقوقهم فى الأمان الاجتماعى والأمن الصناعى، بسبب قبولهم للرشاوى من أصحاب العمل، بالإضافة إلى تطلعهم مساهمة النقابة فى تحسين دخول العمال الذين تترواح أجورهم اليومية ما بين 50 و70 جنيها، بحسب ما قاله العمال.

المصدر: موقع جريدة الشروق