كيف ترى أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي يشرح المثل “لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد”؟

[box type=”info” fontsize=”18″ radius=”5″]المصدر | CGTN[/box]

هناك مثل عربي يقول : لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد، كما يوجد المثل نفسه في اللغة الصينية. هذا يعني أنه من الأفضل تعلم كيفية القيام بالشيء. لأن المعرفة لا حصر لها، إلا من خلال تعلم وسيلة اكتساب المعرفة الجديدة لتحقيق مزيد من التقدم. يمكن لهذا أن يعمل على تنمية قدرات فردية وكذلك يمكنه العمل على تطور بلد بأسرها. 

لقد أصبحت الصين أكبر دولة نامية في العالم، وترغب في تعزيز التنمية المشتركة مع الدول الأفريقية ذات الخلفيات التنموية المماثلة. في السنوات الأخيرة، تقدم التعاون الصيني الأفريقي بشكل مطرد، ويمكن القول بأن منتدى التعاون الصيني الأفريقي يمثل تعبيرا مركزا عن حكمة التعاون، وأيضا يوضح المثل: “لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد” مما أبرز اتجاهات جديدة في التعاون الصيني الأفريقي.

باختصار: يمكنك تلخيص هذا الاتجاه في نقطتين:

الأول: الانتقال من مساعدة مالية وحيدة إلى دفع التمويل والتعاون المشترك سويا. 

تعيش أفريقيا حاليا مرحلة التحول الاقتصادي وتستكشف كيفية استخدام المساعدات الخارجية بفعالية لتعزيز الحوافز الداخلية للاقتصاد. هذه المساعدات الخارجية ليست مجرد مساعدة مالية بسيطة، ولكنها تساعد على استخدام رأس المال الأجنبي لتطوير صناعتها الخاصة. على هذا الأساس، أشار الرئيس شي جين بينغ في “الأعمال الثمانية الكبرى” في الخطاب الافتتاحي لقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي إلى الحاجة إلى تنفيذ حملة التنمية الصناعية. كما قررت الصين إقامة معرض صيني إفريقي للاقتصاد والتجارة في الصين، وبناء وتطوير دفعة من المناطق الاقتصادية والتجارية في إفريقيا ومواصلة تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في تسوية الحسابات بالعملات المحلية، وتوظيف القروض الخاصة في تنمية الشركات الأفريقية الصغيرة والمتوسطة.

وفقا لمركز أبحاث التجارة الصينية الأفريقية، ارتفع حجم التجارة بين الصين وأفريقيا من 765 مليون دولار في عام 1978 إلى 170 مليار دولار أمريكي في عام 2017. كما تستثمر حوالي 3100 شركة صينية فى أفريقيا وتغطي النقل والطاقة والاتصالات والتكنولوجيا الزراعية والمستشفيات وغيرها من المجلات.

ثانيا: من المساعدة في تشييد البنية التحتية إلى المشاركة في التكنولوجيا وتدريب المواهب

تتمتع أفريقيا بالطاقات البشرية كما تتمتع بوفرة الموارد التي تمثل فرصا غنية للتنمية. وساهمت الصين في العديد من المشروعات الضخمة ومنها مركز الاتحاد الأفريقي للمؤتمرات الذي يرمز إلى الصداقة بين الصين وأفريقيا، والعاصمة الإدارية الجديدة بمصر التي تحت التشييد. ومع ذلك، فإن تأثير المساعدات على البنية التحتية هو أكثر من ذلك بكثير، حيث يتم تدريجيا تدريب الشركات المحلية على أسلوب الإدارة المتقدمة والتكنولوجيا المتقدمة و وإدخالها المواهب من قبل الشركات الصينية.

وفي الوقت نفسه، أشار الرئيس شي إلى “الأعمال الثمانية الكبرى” في كلمته التي تتضمن توفير التدريبات المهنية والحرفية للشباب الأفارقة، ودعم المركز الصيني الأفريقي للتعاون الإبداعي بهدف زيادة وضمان التدفق المستمر للمواهب إلى أفريقيا ومساعدة القارة الأفريقية على تحقيق التنمية المستقلة.

من خلال الانتقال من مرحلة “اعطني سمكة “إلى مرحلة” علمني كيف اصطاد”، يتوافق التعاون الصيني الأفريقي مع قوانين التطوير، ويسعى إلى تحقيق التنمية المشتركة دون الاقتصار على كسب المصلحة الذاتية، وسوف يؤدي بالتأكيد إلى نتائج مثمرة، للانتقال من مرحلة ” علمني كيف اصطاد ” إلى الغاية المثالية المتمثلة في “التمتع بفرح الصيد المشترك”.

تعكس المقالة آراء صاحبها، وليس بالضرورة وجهة نظر قناة سي جي تي إن.