بورشة عمل بالبناء والاخشاب: دور المراة في مواجهة الفساد بالمجتمع

الفاسد اناني و ذو سلطة ومصر تخالف اتفاقية الامم المتحدة في محاربة الفاسدين

الفساد الاسري والاخلاقي اخطر الانواع والابحاث اثبتت ان مشاركة النساء في المناصب الادارية خفض معدلات الفساد 10%

متابعة | نجوي ابراهيم

عقدت النقابة العامة للعاملين بصناعات البناء والاخشاب برئاسة عبدالمنعم الجمل ورشة عمل حول دور المراة في مواجهة الفساد في المجتمع، نظمتها لجنة المراة بالنقابة برئاسة وفاء بلطية وبمشاركة عضوات لجنة المراة بالاسكندرية.

سلطت ورشة العمل الضوء علي انواع الفساد وكيفية مواجهته ودور المراة في الحد منه شارك بورشة العمل الدكتور الشامي عبدالرازق خبير الادارة والاستاذ بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والمستشار القانوني محمد رضا مدير عام الشئون القانونية بالمجلس القومي للمراة سابقا، والباحثة الدكتورة هدي عبدالمنعم بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية قسم علم نفس، ونجلاء خليل عضو فرع المجلس القومي للمراة بالاسكندرية، وهند رمضان مكتب تصاريح العمل بالاسكندرية.

في البداية اكدت وفاء بلطية امينة المراة بالنقابة العامة للبناء علي اهمية دور المراة في مواجهة الفساد لانها نصف المجتمع وتقوم بتربية النصف الثاني وان تواجد المراة في العديد من المناصب القيادية يعطيها الفرصة ان تكون عنصر ايجابي وفعال لمحاربة الفساد والتصدي له والابلاغ عنه بالتواصل مع الجهات المعنية، خاصة بعد ان اطلق الرئيس السيسي رصاصة الحرب علي الفساد وهو ما ادي الي ارتفاع اداء الجهات الرقابية وكشفها كل يوم عن حالات فساد خطيرة واصبحت الرقابة والنيابة الادارية سوط مسلط علي كل فاسد.

وقدمت بلطية الشكر لرئيس النقابة العامة للبناء عبدالمنعم الجمل لدعمه وتواصله الدائم مع لجنة المراة وحرصه علي التثقيف والتدريب لها في كل المجالات وايمانه باهمية تمكين المراة اقتصاديا وسياسيا.

واكدت بلطية ان الندوة تستهدف التوعية والقاء الضوء علي جهود الجهات الرقابية وتعريف النقابيات بانواع الفساد وكيفية مواجهته وتقديم روشتة لكل مصرية لمواجهة كل انواع الفساد التي تقابلها.

عرف الدكتور الشامي عبدالرازق خبير الادارة الفساد بانه استغلال الوظيفة العامة لتحقيق مصالح شخصية، وان الفساد موجود منذ بدء الخليقة، قسم الدكتور الشامي الفساد الي عدة انواع منه فساد سياسي ويراه اعلي الانواع واخطرها لتاثيره علي الدولة، ثم فساد مالي واقتصادي وفساد اخلاقي واجتماعي وفساد اداري ويري خبير الادارة ان محاربته تتطلب 3 انواع من الرقابة تبدا بالرقابة الذاتية وهي الضمير يليها رقابة داخلية كاعنال المتابعة داخل المنشأت ثم رقابة خارجية من البرلمان وتقديم التقارير للجهات الرقابية لاتخاذ اللازم وارجع د. الشامي تفاقم ظاهرة الفساد نتيجة مخالفة مصر لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد والتي من اهم بنودها اقامة لحان رقابية مستقلة عن الحكومة تتبع البرلمان وهو عكس ما يتم في مصر حيث اللجان تتبع وزارة التنمية المحلية وعليه فلن تحاسب الحكومة نفسها واشار الي ان مظاهر الفساد متعددة منها الرشوة والمحسوبية واقصاء الكفاءات والتهاون في تطبيق الانظمة والاستيلاء علي المال العام واستغلال النفوذ والمحاباة.

واعلن الشامي ان الابحاث والدراسات كشفت ان مشاركة المراة في العمل وتولي المناصب القيادية في الادارة ساهم في انخفاض معدلات الفساد بنسبة10% ويري ان طرق العلاج تبدا بسن تشريعات بعقوبات رادعة والتوعية المجتمعية والمشاركة الدينية وتعيين الكفاءات وتخصيص مبالغ مالية لمن يبلغ عن الفساد.

في حين قال المستشار القانوني محمد رضا ان الفساد الاسري من اخطر انواع الفساد ومحاربته هي الاساس، لان التفكك الاسري بداية للفساد الاخلاقي مشيرا الي ان العنف المنزلي احد انواع الفساد وما تضج به محاكم الاسرة ما هو الا نتيجة فساد اسري، فلدينا 500 الف مشكلة امام محاكم الاسرة كل عام و 240 الف حالة طلب نفقة سنويا وطالب بالقاء الضوء علي هذه القضية لانها احد ابواب الفساد الخطرة.

وصفت الباحثة الدكتورة هدي عبدالمنعم الفاسد بانه شخصية انانية ذات سلطة تبحث عن مصلحة خاصة واستغلال نفوذها لتحقيق هذه المصلحة وارجعت اسباب الفساد الي الفقر المادي والجهل بالحقوق والواجبات والاضطراب النفسي من ظواهر الشخصية الفاسدة.

اضافت ان افة مجتمعنا الصمت والسلبية وطالبت السيدات بان يرسخن في نفوس الابناء معني الايجابية والانتماء وعدم التردد في مواجهة الفساد والابلاغ عنه وان يسلكن الطرق القانونية لمواجهته، وتجنب تربية الطفل علي الاوامر حتي لا يصبح مسلوب الارادة، وتابعت، ويتستر علي الفاسدين واكدت علي ضرورة التنشئة الدينية والاخلاقية وان نقدم للابناء قدوة لانهم كالاسفنجة تمتص تصرفاتنا وقالت ان مواجهة الفساد تبدا بمعرفة الواجبات والحقوق.

شهدت ورشة العمل تفاعل قوي من النقابيات ومشاركات فعالة جعلت الورشة حلقة نقاشية بناءة وكشفت عن حرص المشاركات علي معرفة دورهن الحقيقي في مكافحة الفساد واظهرت ما بداخلهن من خوف علي وطن يبحث عن استقرار وكيف يحولوا انتمائهم الي دور حيوي ملموس وظهر عليهن الفزع من ان يكون خروجهن للعمل سببا في تقصيرهم بتربية الابناء مما زاد من الفساد، ولكن سرعان ما امتصت المنصة احساس الفزع لتؤكد لهن ان عمل المراة ساهم في انخفاض الفساد لانها تخشي علي سمعتها، وان الفساد نتيجة اجيال متعاقبة وليس هذا الجيل.