محمد سالم فى حوار لـ”العمال”: تفعيل عمال “حوض النيل” مرهون بدعم القيادة السياسية

محمد سالم أمين اتحاد دول حوض النيل للعاملين بالزراعة والري فى حوار لــ “العمال”: تفعيل عمال” حوض النيل” مرهون بدعم القيادة السياسية

علاقتنا بدول حوض النيل كشفت سر نفوق الأسماك فى بحيرة ناصر

قيادات العمال الإفريقية مؤثرة فى صنع القرار

السيسي نجح فى إحياء علاقتنا الأفريقية ويجب دعمها فى كل المجالات

[divide]

أجرى الحوار : أسامة عقبي – ياسر حماد – عفاف عطية

إخراج الصفحة والفيديو: محمد جادو

[divide]

[box type=”info” align=”aligncenter” ]

انطلاقاً من أهمية ملف حوض النيل وتأثيره على الأمن القومي المصري وأهمية أفريقيا لمصر تبنت جريدة “العمال “الدعوة لإحياء اتحاد عمال دول حوض النيل بعد فترة طويلة من تجميد انشطتة وهو ما دفعنا بضرورة فتح الملف عبر إجراء العديد من الحوارات مع القيادات النقابية العمالية حتى نتعرف على الأسباب التي تقف عائقا أمام إحياء الاتحاد وإرجاء تفعيله لتلك الفترة الطويلة وياتى ذلك بالتزامن مع قرب الانتهاء من إنشاء سد النهضة الإثيوبي ومحاولة عدد من الدول العبث بهذا الملف لإدراكهم التام بمدى تاُثيرة وخطورته على العمق الاستراتيجي والأمن القومي المصري ومن هذا المنطلق أجرينا هذا الحوار مع محمد سالم مراد أمين عام اتحاد دول حوض النيل للعاملين بالزراعة والري أمين صندوق الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس نقابة العاملين فى الزراعة والري الذي أكد على ضرورة توثيق علاقتنا بالدول الإفريقية بشكل عام ودول حوض النيل خاصة لما تمثله من أهمية استراتيجيه واقتصادية لمصر أوضح سالم خلال حواره أن علاقتنا بدول حوض النيل كشفت العديد من القضايا الهامة لمصر والتي لم نكن نعلم عنها شيء لولا علاقتنا بالقيادات العمالية فى تلك الدول ومنها على سبيل المثال كشف السر وراء نفوق الأسماك فى بحيرة ناصر فى تسعينيات القرن الماضي تلك القضية التي شغلت الرأي العام وكشفتها نقابة العاملين بالزراعة آنذاك مما دفع رئيس نقابة العاملين بالزراعة و اتحاد عمال مصر للدعوة لتأسيس اتحاد عمال دول حوض النيل والعديد من النقاط التي يتم الكشف عنها من خلال هذا الحوار.

 [/box]

قال محمد سالم مراد أمين عام اتحاد دول حوض النيل للعاملين بالزراعة والري أمين صندوق الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس نقابة العاملين فى الزراعة والري أن أول من فكر في تكوين اتحاد نقابات دول حوض النيل هو رئيس النقابة العامة للعاملين بالزراعة حيث جاءت الفكرة أثناء مؤتمر منظمة العمل الدولية بجنيف فى تسعينيات القرن الماضي وفيه قامت رئيسة نقابة الزراعة والري “سان داجو” والعضو بالبرلمان الأوغندي بعرض مشكلة قيام أمريكا وإسرائيل بإمدادهم بنوع من المبيدات كوسيلة لمحاربة ورد النيل في بحيرة فيكتوريا، الأمر الذي ترتب عليه تسمم المياه بها.

وتواكب مع تصريح رئيسة نقابة الزراعة والري الأوغندية وقتها رصد ظاهرة نفوق عدد كبير من الأسماك بجميع أنواعها، في بحيرة السد العالي بأسوان، ولم نكن نعلم أن تلك المبيدات هي سبب هذه الظاهرة.

وعندما سردت “سان دييجو” هذه المعلومات استشعرنا حينها أن هذا الموضوع يمس الأمن القومي المصري، فقمنا بعرض الأمر علي احمد العماوي وزير القوى العاملة أنذاك، وبدأت تحركات وزير الخارجية ووزير القوى العاملة مع القيادات الأمنية، وقامت علي إثرها القيادة السياسية علي الفور بإرسال الكراكات الآلية المملوكة لشركة الكراكات المصرية وشركة مساهمة البحيرة لتطهير بحيرة فيكتوريا من ورد النيل تفادياً لاستخدام تلك المبيدات السامة مرة أخرى ومازالت تعمل حتى الآن حفاظا على الأمن القومي الافريقى والمصري، إيماناً منها بأهمية وخطورة الموقف، إضافة إلي الدور القومي الذي قامت به كلاً من شركة مصر للتجارة الخارجية، وشركة النصر للكيماويات و المقاولون العرب.

أضاف أننا منذ هذا التوقيت رأينا ضرورة ملحة لإنشاء اتحاد عمالي يضم دول حوض النيل، ويجمع الكل في بوتقة واحده، ولا يسمح لأي دولة مهما كانت بتخريب أو إساءة العلاقات مع تلك الدول لأنها بمثابة أمن قومي لنا، فالحفاظ علي المياه قضية حياه.

تابع وما جعلنا نفكر أكثر في الدفع نحو ضرورة إنشاء اتحاد لعمال دول حوض النيل، ما شاهده المهندس محمد عبد الحليم رئيس نقابة الزراعة السابق، أثناء زيارته لأثيوبيا عند شراء بعض المشغولات العاجية من إحدى البائعات، وبالتفاوض معها علي أسعار تلك المشغولات، كان ردها “أنتم المصريون تعترضون علي أسعار المشغولات، في حين تأخذون مياه النيل، وتبيعونها لإسرائيل بأضعاف الأسعار”. مما دفع المهندس عبد الحليم بسرد تلك الواقعة، والشائعات المغلوطة المنتشرة في أثيوبيا، لتنال من مصر وشعبها، لإرسال تقرير مفصل لاتحاد العمال المصري ووزارة القوى العاملة والجهات المعنية، وقام على اثر ذلك بالإسراع نحو الدعوة لعقد مؤتمر عاجل يضم جميع أعضاء لجان الزراعة والري في جميع برلمانات دول حوض النيل، وعلي نفقة نقابة الزراعة وتحملت النقابة كافة تكاليف الإقامة وتذاكر السفر، ثم قام باصطحابهم فى جولة على طول مجرى نهر النيل وصولا لأخر نقطة تصل إليها مياه النيل فى ترعة السلام حيث حدود المياه المصرية بسيناء، ليرو بأعينهم، عدم أمداد مصر لإسرائيل بالمياه، وقال موجهاً سؤاله لهم “كيف تروي أراضى سيناء بدمائنا لإخراج إسرائيل منها، ثم نسعي لنروي إسرائيل من مياه نيلنا.

من هنا يتضح لنا مدي تأثير النقابات العمالية، والدبلوماسية الشعبية وقدرتها علي حل العديد من الأمور المعقدة التي تهم الوطن، بصورة أكبر، وبفاعليه أكثر من الدبلوماسية الرسمية، خاصةً وأن معظم هذه الوفود أعضاء النقابات، هم ممثلين لبلادهم في البرلمانات الخاصة بهم، وعدد ليس بقليل منهم أصبح من متخذي القرار في حكوماتهم.

وفيما يخص الصعوبات التي واجهت تأسيس اتحاد دول حوض النيل والتباطؤ فى انشاءه أوضح سالم انه كانت هناك معارضة أثيوبية شديدة لفكرة إنشاء اتحاد لنقابات دول حوض النيل لتخوفهم من أن يكون مثل هذا الاتحاد اتحاداً سياسياً.

تابع انه علي مدار ثلاث سنوات من العمل الدؤوب قوبلنا فيها بالرفض الشديد من قبل وزارة الخارجية الإثيوبية، علي الرغم من التأكيد الدائم من قبلنا علي أن الاتحاد ليس له أية أهداف سياسية علي الإطلاق، سوى العمل بما يحقق مصلحة دول حوض النيل، وتمكنا بعد جهد كبير من إحراز تقدم وتفاعل مع رئيس النقابة العامة للزراعة والري في اتحاد العمال الإثيوبي، وتم عمل عدة لقاءات ومؤتمرات بين أطراف دول حوض النيل وعلي نفقة نقابة الزراعة كاملةً.

يذكر أن الدولة المصرية تعاملت مع الأمر بجدية وقامت بدعم نقابة الزراعة، وإعطاء توجيهاتها لاتحاد عمال مصر ووزارة القوى العاملة، بضرورة دعم النقابة بكافة أنواع الدعم المادي والمعنوي، لتنظيم مؤتمر عاجل لتصحيح المغالطات والشائعات المغرضة.

[box type=”warning” align=”aligncenter” ]حقوق هذا الكليب الوثائقى محفوظة لصاحب القناة المنقول عنها الفيلم[/box]

أضاف أن الرئيس جمال عبد الناصر كانت له رؤية ثاقبة، حيث أولى اهتماماً كبيراً بالعمق الأفريقي، باعتباره باب من أبواب الدفاع عن الأمن القومي المصري، فقام بتحرير الشعوب الأفريقية عن طريق دعم حركات التحرر في تلك الدول وبكل ما تملكه مصر في ذاك الوقت.

تابع سالم أما الرئيس السادات فبادر بإنشاء وزارة خاصة للشئون الأفريقية، وهو ما يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك علي مكانة أفريقيا، وأهميتها بالنسبة لنا.

مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعامل مع الملف الأفريقي علي الفور، وبدأ بتدعيم العلاقات المصرية الافريقيه مرة أخرى بعد فترة جفاء، وتمثل العمل نحو تدعيم تلك العلاقات، بإنشاء العديد من المشاريع العملاقة في هذه الدول، وتدعيم الميزان التجاري، إضافة إلي زيادة الصادرات والواردات بين هذه الدول من ناحية، ومصر من ناحية أخري، مما أنعكس بالإيجاب علي عودة الكثير من تلك العلاقات مجددا..

بالنسبة للخطوات التي تم اتخاذها نحو تفعيل اتحاد عمال دول حوض النيل أفاد سالم انه تم الإعلان عن تأسيس الاتحاد وتفعيله عام 2010 وذلك من خلال استغلال العلاقات الطيبة الوطيدة مع قيادات العمل النقابي فى دول حوض النيل نجحت مصر فى ضم تسعة دول بسهولة للاتحاد وبدء التجاوب من قبل إثيوبيا، وضم الاتحاد كل دول حوض النيل إلا أن الأوضاع المالية ونقص الموارد خاصة بعد ثورة 25 يناير2011 أثرت بالسلب وتوقف دعم وزارة القوى العاملة واتحاد العمال مما شكل عائقاً لنا فى الاستمرار لممارسة أنشطة الاتحاد.

وعن وجود عوائق أخرى أمام استئناف نشاطات الاتحاد بخلاف الدعم المادي أكد سالم على وجود عائق هام يتمثل فى تعرضنا للمساءلة من قبل الجهاز المركزي للمحاسبات واتهامه لنا بإهدار المال العام على الرغم من أننا نقوم بعمل قومي ومطالبتنا بضرورة تحصيل اشتراكات من الدول الأعضاء موضحاً أن كثيرين فى مصر لا يدركون أهمية ما نقوم به فى ظل نظرة ضيقه للأمور وأرى أن أيادى خفيه تعبث لإفشال أي عمل ايجابي داخل مصر.

وفى تعليقه على ما تبنيناه ونشرناه فى جريدة العمال على مدار ثلاث حلقات بخصوص الدعوة التركية لتأسيس اتحاد عمالي اسلامى مقره تركيا أكد سالم رفضه لتلك الدعوة وتأييده بقوة لجريدة العمال لكشفها المخططات التركية لاختراق التنظيمات النقابية العمالية مضيفاً انه على الرغم من رفضنا الدعوة التركية كاتحادات عمالية نجد أن تحرك الرئيس التركي ودعمه لاتحادات العمال التركية وحضوره الفعاليات العمالية الكبرى وكذا دعم الرئيس السوري بشار الأسد والذي قام برعاية مؤتمران عماليان دوليان بدافع تصدير صورة للعالم اجمع بأن سوريا آمنه رغم محاربتها الإرهاب من خلال تنظيمها تلك المؤتمرات على الاراضى السورية .. ما يدفعنا لمناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم الدبلوماسية الشعبية وعلى رأسها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر للقيام بدورها القومي استكمالا لما لمسناه من دعم من سيادة الرئيس بالتوجيه لأهمية اتحاد نقابات عمال مصر بما جاء فى قرار رئيس مجلس الوزراء بعدم تعامل الوزراء والمحافظين مع النقابات المستقلة والتعامل مع اتحاد نقابات عمال مصر بناء على تعليمات رئيس الجمهورية مشيراً إلى ما تم إعلان وفاته خلال الخمسين عام المنقضية فى علاقتنا بدول العالم وبخاصة إفريقيا وتحديداً دول حوض النيل ثم جاء الرئيس السيسي جاء وأعاد إحياء.

وفى كلمة وجهها للرئيس عبد الفتاح السيسي لاستمرار وتفعيل أنشطة الاتحاد قال سالم أقول للرئيس السيسي انه فى ظل محاولاتك فى إعادة ما ضاع منا نحن معك فى المضي نحو البناء والتعمير وأناشد الرئيس أن يوجه وزارة القوى العاملة واتحاد عمال مصر نحو إعادة دعم نقابة العاملين فى الزراعة حتى نتمكن مرة أخرى من استضافة الوفود وتنشيط وتفعيل اتحاد عمال مصر بما يعود على مصر والمصريين بالخير والحفاظ على أمننا القومي.

لفت إلى أن معظم القيادات العمالية فى أفريقيا تتبوأ مناصب فى حكوماتها على سبيل الذكر لا الحصر رئيس نقابة العاملين بالزراعة والري الاوغندى والذي يشغل منصب وزير الشباب والرياضة معاً وأيضا وزير الخارجية السوداني الدكتور إبراهيم الغندور والذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد نقابات عمال السودان سابقا.. مؤكداً على أن معظم القيادات النقابية العمالية فى إفريقيا أعضاء بالمجالس النيابية فى دولهم و التوجه للتواصل معهم سيعود بمردود طيب جدا على مصر.

وختاماً أعلن أمين عام كونفيدرالية عمال دول حوض النيل للعاملين بالزراعة والري عن جاهزيته للدعوة لتنظيم مؤتمر دولي لــ ” اتحاد عمال دول حوض النيل” حال إعلان القيادة السياسة عن دعمها ورعايتها لهذا المؤتمر.