فى اليوم العالمى للمعلم.. تقييم المعلمين وتحسين اوضاعهم

المصدر | منظمة العمل الدولية

ترجمة | محمد جادو

رسالة مشتركة من الوكالات الرئيسية المعنية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للمعلم لعام 2016، والذكرى الخمسين لتوصيات اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المعلمين.

كل عام وفى اليوم العالمى للمعلم نحتفل بالعطاء الغير المحدود من قبل المعلمين فى كل انحاء العالم. يوما بعد يوما، وعاما ياتى واخر يمضى، وهؤلاء النساء والرجال يتفانوا فى عملهم من اجل مرافقة وتوجيه التلاميذ فى العملية التعليمية، ومساعدتهم فى اكتشاف مواهبهم، والعمل على تحقيقها، والمعلمين لا يساعدون فقط فى تشكيل مستقبل ملايين من الاولاد، ولكن ايضا يساعدون على تشكيل عالم افضل للجميع.

جدول اعمال التنمية المستدامة لعام 2030 يحقق هذا الاتصال الحاسم بين التعليم والتنمية، ويتبنى الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة تعهد قادة العالم فى “ضمان جودة التعليم الشامل والعادل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع” وهذا الهدف لن يتحقق الا اذا استطعنا زيادة اعداد المعلمين اصحاب الكفاءات وتمكينهم من أجل ان يصبحوا عاملا قويا فى التغيير التربوى فى حياة من يعلمونهم.

الوضع هام وخطير، لتعميم التعليم الابتدائى بحلول عام 2030 نحتاج الى زيادة المعلمين الى 24400000 معلم، والمرحلة الثانوية تتجاوز هذا الرقم ليصل الى 44400000 معلم للمرحلة الثانوية.

والسؤال هنا كيف نستطيع تطويع هؤلاء المعلمين الجدد واجتذابهم للعمل بمهنة التعليم فى انحاء العالم، والكثير منهم تحت التدريب، ولا يتقاضون مبالغ تقابل ما يبذلوه من جهد.

%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a92العديد من المعلمين ما زالوا يعملون بعقود واجور غير ملائمة، وغالبا ما يعيشون حياة صعبة، ويفتقرون الى التدريب الاولى الملاءم، والتطوير المهنى المستمر، والدعم المتواصل، واحيانا يتعرضون للعنف ويقعون ضحايا للتمييز.

التدريس مهنة قد تكون جذابة واختيارنا الاول اذا استطعنا تقدير المعلم بما يتناسب مع القيمة الكبيرة التى يقدمونها لاولادنا، واذا كان وضعهم المهنى الاحترافى كمعلمين يعكس تاثيرهم الهائل على مستقبلنا المشترك.

وهذا يتطلب منا الاهتمام المتواصل من اجل تدريبهم وتطويرهم وتقديم الدعم لهم وذلك لدورهم الخطير فى تعليم اولادنا، وفى كل الاحوال، لابد من دعم الفقراء منهم، ومن يعيشون فى مجتمعات نائية، ومن يعيشون فى مجتمع متازم، وهذا يعني تعويضهم بشكل صحيح ومنحهم الأدوات التي يحتاجونها لأداء وظائفهم التي لا غنى عنها، وهذا يعنى ايضا وضع السياسات التى من شأنها حماية وتعزيز اوضاعهم، بداية بمنحهم الصلاحيات ودور فاعل فيما يدور من مناقشات وحوارات تؤثر فى عملهم، وهذا يعني تحسين كفاءة وفعالية نظم التعليم على كل المستويات.

وقبل خمسين عاما من اليوم، وضعت هذه المبادئ بشكل بارز فى توصيات اليونسكو ومنظمة العمل الدولية عام 1966 بشأن أوضاع المعلمين، ونتيجة لذلك وضعت اول وثيقة فى معايير العمل الدولية الخاصة بالمعلمين، ومنذ ذلك اليوم، احرزنا تقدما هائلا فى رفع مكانة المعلمين، ولكن هناك الكثير من الاعمال لابد من انجازها.

ونحن نحتفل باليوم العالمى للمعلم نؤكد على التزامنا بالمعايير التى تمثل طموحات المعلمين، وسنبذل كل ما فى وسعنا من اجل تحقيقها، يا معلمى العالم، ويا اطفال العالم، هذا اقل مما تستحقون.