رئيس جهاز التعمير‏:‏ تعمير سيناء السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الاقتصادية

تنمية وتعمير سيناء وتوطين ملايين البشر بها ليكونوا دروعا بشرية ضد أي عدوان عبارة ترددت علي مدي أكثر من ثلاثين عاما‏,‏ فلا يكاد يوجد مسئول واحد بسيناء إلا ويردد نفس العبارة, والحقيقة وعلي أرض الواقع لا تنمية ولا توطين, فهذا المشروع والذي كان يهدف إلي خروج مصر من جميع مشاكلها الاقتصادية قد تعطل تماما وأصبح حبرا علي ورق..

وبعد ثورة 25 يناير بدأ الجميع يشعر بمدي الخطر الذي يواجه سيناء علي جميع الأصعدة, خاصة البعد الأمني منها, فالتفتت إليها الأنظار وبدأ تفعيل مشروع تنمية وتعمير سيناء مرة أخري واعتبارها مشروعا للثورة.
وللوقوف علي جميع سبل التنمية القادمة بسيناء التقت الأهرام مع اللواء مهندس محمد ناصر حسين بدر رئيس جهاز تعمير سيناء والذي بدأ حديثه بقوله: نعم اعترف أن التعمير بسيناء قد تأخر كثيرا خلال الفترة السابقة, فقد وصل إجمالي ماتم إنفاقه منذ عام 1982م وحتي عام 2012م إلي 4 مليارات جنيه, لتنمية محافظة شمال سيناء في جميع الأصعدة من مياه الشرب والصرف الصحي وحفر الآبار الزراعية والطرق, إلا أن هذا الرقم يعتبر ضئيلا مقارنة بالفترة الزمنية الممتددة,وان هناك العديد من الأفكار والمشروعات التي سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة, خاصة بعد قيام مجلس الوزراء بدراسة تمليك أبناء سيناء أراضيهم.
وقال: إن هذا القرار سيسهم بدرجة كبيرة في زيادة الاستثمارات بالمحافظة, فعندما يشعر الشخص أن الأرض ملك له فإنه يحاول جاهدا أن يستغل كل مقوماتها ويحافظ عليها, وبالتالي فإن أي أموال تنفق في التطوير تصبح أموالا مستغلة وليست مهدرة, وأشار إلي أن تعمير سيناء أصبح مشروع ثورة 25 يناير في جميع المجالات الزراعية والصناعية والسياحية, ففي مجال الزراعة يمكن القول إن أهم الخطوات حتي الآن بعد الثورة هي وضع آلية لتمليك أراضي سيناء للمصريين بما يعطي تيسيرات وأولوية لأهالي سيناء والمستثمرين المصريين لتملك هذه الأراضي, كما يتم التركيز علي الاستفادة من العمالة الوطنية من أبناء سيناء في مشاريع التنمية المختلفة, والتركيز علي إنشاء محافظة ثالثة في سيناء, وإنشاء هيئة عليا لتنمية وتعمير سيناء تصدر بقانون خاص وموازنة مستقلة, وتحت إشراف رئيس مجلس الوزراء, وكلها خطوات مهمة علي طريق التنمية.
وأوضح رئيس الجهاز أن التنمية في الجانب الزراعي ستشمل زراعة ما يقرب من نصف مليون فدان بمنطقة السر والقوارير, خاصة بعد أن يتم توصيل المياه إليها, وهذه المساحة الزراعية التي تم اختيارها بعناية لجودة التربة حسب ما تؤكده الدراسات الزراعية ستحقق بعدا كبيرا من التنمية بسيناء, أما في مجال السياحة فهناك العديد من الأفكار والتي يجري حاليا بحث سبل تنفيذها, منها إعادة مشروع السكة الحديد والذي يعد أهم محاور التنمية بسيناء, كما لعبت القطارات في العهد القديم بسيناء ومنذ أكثر من ستين عاما دورا مهما, حيث كانت تقوم بنقل الركاب من جميع الجنسيات العربية من القاهرة وإلي فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق وحتي تركيا.
كما كانت تقوم القطارات بنقل الجنود المصريين من وادي النيل إلي سيناء وغزة حتي جاء العدوان الاسرائيلي علي سيناء ونكسة 67 فكان خط القطار هو أول أهداف قصف الطيران الحربي الاسرائيلي لما يشكله قطار سيناء من قلق بالغ لاسرائيل, كونه إحدي الوسائل السريعة لنقل حشود المواطنين إلي حدود إسرائيل بسرعة وبأعداد كبيرة, خاصة وأن المراحل المتبقية لمشروع القطار الراهن تشمل وصول القطار إلي حدود مصر الدولية برفح, علي أن تستكمل المرحلة الثانية من المشروع بمد خط السكة الحديد من بئر العبد وحتي العريش بطول 77 كم وينتهي المشروع بالمرحلة الثالثة من العريش وحتي رفح بطول 59 كم, بالاضافة إلي وصلة للقطار من العريش وحتي المنطقة الصناعية بوسط سيناء بطول 60 كم لنقل المنتجات الصناعية من وسط سيناء وحتي ميناء العريش.
الجدير بالذكر أن هذا التباطؤ في تنفيذ مشروع تنمية سيناء أسفر عن انخفاض عدد سكان وسط سيناء من سبعين ألف نسمة قبل 10 سنوات إلي 35 ألف نسمة. بسبب الهجرات الجماعيةمن المنطقة التي عانت من تدهور أحوال المعيشة والخدمات, رغم أن المأمول فور تحرير سيناء كان إعمارها وليس تفريغها. وأشار رئيس الجهاز إلي أننا نأخذ علي عاتقنا حاليا تعمير سيناء تعميرا حقيقيا, خاصة محافظة شمال سيناء والتي يجب أن يتم الاهتمام بها اهتماما كبيرا خلال الفترة الحالية.

المصدر: بوابة الاهرام الالكترونية