رايدر: تطرح الهجرة مشاكل كبرى أمام السياسات

يدعو غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية في افتتاح أعمال الدورة رقم 103 لمؤتمر العمل الدولي إلى وضع سياسات هجرة عادلة وتدابير أقوى ضد العمل الجبري.
قال غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية في افتتاح الدورة رقم 103 لمؤتمر العمل الدولي بأن الهجرة غالباً ما يصاحبها سوء معاملة العمال الضعفاء، وأنها تطرح تحديات كبرى أمام السياسات في جميع أنحاء العالم.

وخاطب رايدر الوفود المشاركة من عمال وأصحاب عمل وحكومات قائلاً: “تَحْدث الهجرة على نطاق واسع ومتنامي. وتزداد أنماطها تعقيداً وطبيعتها تطوراً. ونحن جميعاً متفقون على احتمال مساهمتها بصورة كبيرة في النمو والتنمية”.

ولكنه استدرك قائلاً: “بيد أنها تبقى للأسف الشديد وفي حالات كثيرة جداً مترافقة بمعاملة مسيئة وغير مقبولة لبعضٍ من أضعف النساء والرجال في أسواق العمل”.

وسيناقَش تقريرُ المدير العام إلى مؤتمر هذا العام والذي يحمل عنوان “هجرة عادلة: برنامج لمنظمة العمل الدولية” في جلسات عامة الأسبوع المقبل.

ويشير التقرير إلى أن عدد العمال المهاجرين في جميع أنحاء العالم يقدر بنحو 232 مليون عامل. وهو يؤكد بأن أعداد العابرين للحدود بحثاً عن عمل أكبر من أي وقت مضى. كما يقدم التقرير توصيات تتناول قضايا العولمة، والتحولات السكانية، والصراعات، والتفاوت في الدخل، والتغير المناخي.

ومنظمة العمل الدولية هي رئيسة الفريق العالمي المعني بالهجرة والتابع للأمم المتحدة لعام 2014.

وقال البابا فرنسيس في رسالته إلى مؤتمر العمل الدولي: “إن هذا العدد الهائل من الرجال والنساء المجبرين على البحث عن عمل بعيداً عن أوطانهم يبعث على القلق. وعلى الرغم من تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، كثيراً ما يواجهون الارتياب والإقصاء ناهيك عن تعرضهم للمآسي والكوارث”.

العمل الجبري

[divider]
دعا رايدر في تقريره إلى مؤتمر هذا العام إلى اتخاذ إجراءات حازمة للقضاء على العمل الجبري مشيراً الى أنه: “هناك اليوم 21 مليون ضحية للعمل الجبري في العالم. وإذا ألقينا نظرة عن كثب على هذا الواقع المقلق، فسنستنتج بأن هذا ليس مجرد بقايا للإساءة من حقبة ماضية. فالعمل الجبري يتحور ويعيد تشكيل ذاته في أكثر الأشكال ضراوة”.

وأضاف قائلاً: “يشكل العمل الجبري تجارة ضخمة. وتُظهر تقديراتنا بأنه يولد أرباحاً سنوية مقدارها 150 مليار دولار”.

ومن المقرر أن يناقِش مؤتمر العمل الدولي تعزيز الإجراءات للقضاء على العمل الجبري واستكمال اتفاقية العمل الجبري رقم 29 الخاصة بمنظمة العمل الدولية مع إيلاء اهتمام خاص بالوقاية وحماية الضحايا وتعويضهم.

وحذر رايدر في حديثه عن البطالة من أنه “مع بلوغ معدلات البطالة في العالم مستويات قياسية واستمرار ارتفاعها على الرغم من الانتعاش الخجول في النمو الاقتصادي لتؤثر في المقام الأول على الشباب، ينبغي أن يصبح خلق فرص العمل محور جهودنا”.

الانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم

[divider]
في واقع الأمر، ركزت طبعة عام 2014 من تقرير “عالم العمل” الذي يحمل عنوان التنمية عبر فرص العمل والذي صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع على تحديات التشغيل في الدول النامية.

وقال رايدر: “تُعتبر الوظائف الجيدة أو العمل اللائق عاملاً حاسماً في التنمية”. وتؤثر هذه الرسالة الرئيسية للتقرير على نقاشات المؤتمر بشأن الانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى المنظم.

وأكد رايدر بأن “جعلُ الاقتصاد منظماً يحمي العمال ويحسن ظروفهم، ويضمن منافسة عادلة للشركات ويحسن استدامتها، ويجلب الإيرادات للحكومة ويعزز سلطتها”.

كما تحدث رايدر عن “الحاجة إلى إدراج فرص العمل اللائقة والحماية الاجتماعية كهدفين واضحين في أجندة الأمم المتحدة للتنمية لما بعد عام 2015.

وتستمر أعمال مؤتمر العمل الدولي لغاية 12 حزيران/يونيو وتحضره وفود من العمال وأصحاب العمل والحكومات من الدول الأعضاء الـ 185 في منظمة العمل الدولية.