من يحمى المرأة المصرية من الفقر وضغوط المعيشة؟

كتبت: عبير أبو ريه

الأم المصرية اشتهرت بقوتها فى مواجهة المحن والصبر على الشدائد وقبول التحديات.. ولكنها أصبحت اليوم فى حاجة ماسة إلى يد تساعدها.. وفى عيدها ترسل المرأة المصرية بصرخة من أجل الوقوف بجانبها.. تطلب يد تمسح دموعها وتداوى آلامها وتساعدها على تجاوز مشكلاتها بتوفير دخل مستمر لحمايتها من غدر الأيام وتوفير الأمان لها .. إنها المرأة المعيلة التى أصبحت العائل الوحيد لأسرتها وتحاول جاهدة لمواجهة ظروف فرضها عليها قاموس الفقر بكل مفرداته.. فمنهن من تجد نفسها فى معادلة صعبة بين احتياجاتها للخروج للعمل ورعاية أطفالها ومنهن من لا تستطيع العمل إلا داخل منزلها بسبب رعاية طفل مريض أو زوج عاجز.. ومنهن من تفرض عليها الظروف الاقتصادية العمل ليل نهار لتوفير حياة كريمة لهم.

نماذج وأمثلة كثيرة ومتعددة نقدم منها بعض النماذج التى تعكس ما تعانيه الأم المصرية من ضغوط وأعباء تعجز عن حملها الجبال.. ربما يتذكرها أولى الأمر ويحاولون مساعدتها بمختلف الطرق فالدراسات كشفت أن ثلاث أسر من كل عشر تتكفل الأم بكل متطلباتها من مأكل ومشرب وتعليم وصحة ويظهر ذلك بين الأسر الأكثر احتياجا والمعدمة فى مصر.. حيث تحس الأم الغير قادرة بالمعاناة الكاملة فى توفير متطلبات أسرتها مما يشكل خطورة على مستقبل شباب مصر.

تنتحمل أعباء تعجز عن حملها الجبال.. وتبحث عن دخل لحمايتها من غدر الأيام

تقول أم حسن .. تزوجت منذ عشر سنوات وأنجبت 4 أولاد وكان زوجى يعمل سائقا وأصيب بأحد الأمراض المزمنة حيث لا يكفى المرتب ثم توفى زوجى واضطرتنى ظروف الحياة الى العمل ولكن المكان الذى أسكن فيه بإحدى القرى يمنعنى من العمل لأن أهل زوجى رفضوا نزولى للعمل مما اضطرنى إلى خروج ابنى الكبير من المدرسة لعدم توافر مصروفات التعليم وحتى أستطيع العمل وتحمل مسئولية الابناء.

تضيف “هناء على” تزوجت منذ 15 عاما ولدى 3 أطفال وزوجى يعمل موظفا بإحدى الشركات الخاصة وكان يتقاضى مرتب 1500 جنيه وكنا نعيش فى سعادة ولكن انقلبت الموازين وتعرف على إحدى السيدات مما ترتب عليه طلاقنا واضطرتنى الظروف للعمل بإحدى المحلات وتركت أولادى لدى الجيران طول اليوم وما يقلقنى هو اكتسابهم عادات مختلفة قد تؤثر فى سلوكهم.

وتقول “فريال محمد” متزوجة منذ عشرون عاما ولدى 7 أولاد وزوجى كان يعمل استورجى ولكن أصيب بمرض فى صدره بسبب طبيعة عمله وسافر إلى ليبيا واستمر هناك أكثر من عشرة اعوام وللأسف لم يرسل لنا أى أموال وقمت بتحمل المسئولية لوحدى واضطررت للنزول للعمل فى البيوت حتى أعلم أولادى والحمد لله نجحت فى القيام بدور الام والاب معا وأن أولاد الحلال ساعدونى فى شراء بعض البضائع لبيعها لزواج بناتى بدلا من الحصول على قروض أو شراء بضاعة بالاستدانة حتى لا اتعرض لدخول السجن.

تقول “سهير عوض” رئيس لجنة الغارمين بمؤسسة مصر الخير أن المؤسسة أطلقت حملة لدعم الأم المصرية لأنها قد تواجه صعوبات بالغة فى الوقت الحاضر ومشاكل كثيرة وتهميش بجعل حلم التنمية والنهوض بمصرنا أمر صعب خاصة فى حالة عدم وجود عائل للأسرة مما يجعلها تواجه العديد من المعوقات مضيفة بأن الكثير من الاسر فى مصر العائل الوحيد لها امرأة مؤكدة بأن من بين 30% من الأمهات هن العائل الوحيد لبيوتهن أى حوالى 5.4 مليون أسرة يقع فيها على الأم مسئولية رئاسة الاسرة.

تضيف “سهير عوض” أن الهدف من الحملة إيجاد حل لمشاكل المرأة فهى العامل الأهم فى بناء المجتمع وبناء الأجيال القادمة مؤكدة بأن هناك مشاكل كثيرة قد تواجه الأم المصرية منها الفقر والأمية والمرض والبطالة فهى غير مؤهلة لسوق العمل حيث تجد نفسها مسئولة عن إطعام وعلاء وكساء أطفالها منذ مرحلة الطفولة وحتى الشباب والتى تحتاج منها قوة وحزم وللأسف لا يوجد لديها مهارات لكسب لقمة العيش وأحيانا تضطر لمد يدها لغيرها من القادرين مما يسبب لها الكثير من المهانة.. وهذا يضع الأم المسئولة عن أبنائها فى موقف صعب جدا نظرا لعدم معرفة الدخل الشهرى الخاص بالأسرة.

تشير “سهير عوض” أن تسرب الابناء من التعليم نظرا لعدم قدرة الأم على مصروفات التعليم ويتجه لسوق العمل وبعدها يعامله المجتمع بتكبر فيصبح منبوذا .. ثم تتم إهانته ليصبح عدوانيا مما يشكل خطرا على المجتمع.. حيث بلغت نسبة الاطفال العاملين ولم يلتحقوا بالتعليم 40% بينما 40.9% من الاطفال العاملين وتوقفوا عن المدرسة والعمل بسبب تأثير إصابات العمل علاوة على أن غالبية الأمهات المصريات يواجهن الظروف الصحية التى يعانى منها الابناء فهى لا تستطيع توفير غذاء كافى وربما ايضا فقر المنزل وكذلك أن ضيق الحال يجعلها تحقق لقب غارمة.