“الجمل” .. يُحيى ذكرى “حشاد”

يرتبط اسم الاتحاد التونسي للشغل بالسيد فرحات حشاد رمز من رموز الحركة النقابية العربية، الذى يحل خلال ايام ذكرى استشهاده بايادى نجسة وبرصاصات الغدر، ليس فقط للاتحاد التونسي للشغل فحشاد سخر حياته للدفاع عن تراب تونس جنبا الي جنب مع الحركة العمالية التونسية.

وكان ارتباطه الوثيق بالحركة النقابية الدولية سببا في اضطرار المستعمر الي اغتياله بايدي اثمه وخرج الفرنسيين وبقي حشاد رمزا من رموز الصمود العربي نقابيا وسياسيا فلم يهدأ له بال باحثا عن توحيد الصف التونسي تجاه المستعمر بجبروته.

يقول عبد المنعم الجمل، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر للعلاقات الدولية، ورئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والاخشاب، والذى يحيى ذكرى استشهاد “حشاد” اننا ننتهز الفرصة للإشارة الي ماقدمه حشاد لبلاده تونس.

ففي خلال الحرب العالمية الثانية تطوع للعمل مع منظمة الهلال الأحمر لرعاية الجرحى، ثم عمل موظفا حكوميا في قطاع الأشغال العمومية في مدينة صفاقس عام 1943 وأصبح رئيسا للاتحاد العام للعمل عام 1944 ثم استقال منه وأسس اتحاد النقابات المستقلة في كل من الجنوب والشمال.

انتخب أول أمين عام للاتحاد العام التونسي بعد تأسيسه عام 1946 وعين عضوا مساعدا للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات الحرة “السيزل” مكلفا بالشؤون الإفريقية.

تبنى فرحات نظرية الكفاح المسلح لتحرير تونس بعد اعتقال الاستعمار الفرنسي أغلب الزعماء السياسيين التونسيين عام 1952.

قضى حشاد خلال الـ 41 التي عاشها، في الدفاع عن حقوق العمال وعن استقلال تونس من الاستعمار الفرنسي.

لكن عدم اهتمام “الاتحاد العام للعمل” بمطلب الاستقلال دفعه للانسلاخ عنه وتأسيس اتحاد النقابات المستقلة في الجنوب عام 1944 والنقابات المستقلة في الشمال عام 1945.

وفي عام 1946 أسس حشاد الاتحاد التونسي العام للشغل، أكبر منظمة نقابية في تونس وأول منظمة نقابية في العالم العربي وإفريقيا، وانتخب أول أمين عام له.

وانتقل للعالمية بفضل انضمام نقابته إلى الاتحاد الدولي للنقابات الحرة (السيزل) وانتخب عضوا منتدبا لدى الأمين العام للمنظمة العالمية مكلفا بالشؤون الأفريقية. وفي نضاله لتحرير تونس سافر إلى سان فرانسيسكو وواشنطن ونيويورك وبروكسل وفرنسا وغيرها من الدول وكانت رحلاته مكسبا لتدويل القضية التونسية.

بعد فشل محادثات الاستقلال بين تونس وفرنسا بداية سنة 1952 اعتقلت السلطات الفرنسية جميع الزعماء الوطنيين فوجد حشاد نفسه أمام مسؤولية قيادة المقاومة التونسية.

فتح باب الكفاح المسلح السري ضد الاستعمار الفرنسي وشجع على تنظيم إضرابات وتحركات شعبية كان لها تأثير كبير على المستعمرين الذين تأكدوا أنه هو من يدير المقاومة، فأصبح مطلوبا لديهم.

وقد انتبه الاستعمار إلى تدبير سيناريوهات التخلص من النقابي ”حشّاد” حتى عثر على جثته في طريق بمنطقة ‘نعسان’ من ولاية بن عروس فجر 5 ديسمبر 1952 وعليها آثار طلقة نارية في الرأس ووابل من الرصاص في الجسم، وقد أثار اغتياله جدلا كبيرا في تونس حول الفاعلين.

وقد اعترف أنطوان ميلير عضو المنظمة الفرنسية السرية “اليد الحمراء” في كتاب أصدره عام 1997 بعنوان “اليد الحمراء: الجيش السري للجمهورية” بوقوف فرنسا وراء اغتيال حشاد. كما قدّم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عام 2003، وثائق سرية إلى زوجة وابن فرحات حشاد تدعي أن الجهة التي قتلت حشاد ليست “اليد الحمراء” وإنما مخابرات سرية تابعة للحكومة.

واردف “الجمل” قائلا: رحم الله الفقيد ونحن واثقين في قوة الحركة النقابية التونسية لتواصل النضال تحت لواء الاتحاد التونسي للشغل.