الدكتور مجدى بدران يحذر من إدمان الجلوس لانه يسبب ستة عشر مرضا

دكتور مجدى بدران

كتبت-سامية الفقى

اثبتت الأبحاث الحديثة أن الاستغراق فى الجلوس كثيرًا ضارٌ جدًا بصحة الجالسين. الجلوس لفترات طويلة مدمرٌ للصحة ويماثل تدخين السجائر، وقريبًا سيكتب على المقعد هذا يدمر صحتك.أغلب أمراض العصر توجد حاليا فى من سقطوا من قبل فى وباء إدمان الكراسى.

انتشرت عادة الجلوس على الكراسى فى القرن السادس عشر، وكانت الكراسي تستخدم في المقام الأول من قبل الشخصيات الكبيرة، وسرعان ما أصبحت رمزًا للثراء والمكانة الاجتماعية. استسلم البشر لعادة الجلوس، وأصبحوا حتى لو أرادوا تحية ضيوفهم جلبوا لهم الكراسى!

الهواية المفضلة لملايين من البشر حاليًا هى الجلوس، يجلسون أغلب حياتهم، ووقت الفراع، وعند مشاهدة التليفزيون، ومتابعة الشبكة العنقودية، ومقابلة الآخرين، والمذاكرة، والعمل، والانتظار، وخلال التنقل والسفر.

معدل الوفيات أعلى بكثير عند الذين يجلسون على الكراسى لفترات طويلة. ممارسة التمارين الرياضية باِنْتِظام تقلل المخاطر لكن لا تلغيها. تشمل أسباب الوفيات فى مدمنى الجلوس: أمراض القلب والسمنة والسكر من النوع الثانى، والسرطان، وتحديدًا سرطان الثدي والرحم، والقولون والمستقيم والرئة.

يمكن أن يسبب الجلوس لفترات طويلة مشاكل صحية خاصة للعضلات والعظام. يزيد الجلوس من أخطار 16 مرضًا مثل مرض السكرى، وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، والحساسية وقلة المناعة، وضمور العضلات، وانخفاض مرونة الأوعية الدموية واللمفاوية، وانخفاض التغذية الدموية للساقين، وزيادة معدلات الإصابة بالسرطان، وتراكم الدهون، والسمنة، والشيخوخة المبكرة، وتشوهات العمود الفقرى حتى عند الطلبة. آلام أسفل الظهر مشكلة رئيسية للعاملين في المكاتب بسبب الجلوس لفترات طويلة. كما يزيد السلوك الساكن بالجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة من ارتفاع خطر صعوبة واضطرابات النوم.

تبين أن الطبلية أفضل صحيًا بكثير من المائدة والمكتب. كانت الأسرة المصرية تجلس كثيرا على الأرض حتى فى المدن، وتعودنا أن نلتف جالسين القرفصاء حول الطبلية عند تناول الطعام، والفراعنة والأجداد كانوا يجيدون جلسة القرفصاء، التى أصبحت رياضةً حاليًا.

بمرور الزمن أصبحت الطبلية رمزًا تلتم العائلة المصرية حوله. كثيرون وصلوا لأعلى المناصب وتفوقوا علميًا ومهنيًا وكانوا وما زالو من رواد الاستذكار والكتابة والاطلاع على الطبلية. مازال اليابانيون يحتفظون بالطبليات، وهناك مطاعم تتميز بوجود الطبلية، وتجد غرفة الطعام هناك غاية فى البساطة، تحتوى على طبلية بسيطة مع دولاب بسيط بدون شغل مساحات كبيرة ولا أثاث غالى الثمن. من طقوس الجلوس على الطبلية، أن يخلع اليابانيون الأحذية التى تتلوث وتتسخ بأرضيات الطرق والشوارع وأحيانًا الجوارب، وهناك من يخالف ذلك يرتكب جرمًا فظيعًا.

بالطبع يخلع المصلون الأحذية قبل الدخول للمساجد، وهذا يساهم فى ترسيخ قيم التعبد والنظافة والإجلال والتوقير. العلم الحديث يجعلنا نحرص على خلع الأحذية قبل دخول منازلنا وغرف العمليات الجراحية. خلع الأحذية قبل الجلوس القرفصاء، ودخول المنزل بالأحذية يزيد من الحساسية، والأحذية وراء أغلب القاذورات فى المنازل الحديثة، وأحيانًا أسفل الحذاء أقذر كثيرا من المراحيض.

جلسة الكاتب المصرى حضارية، وهذه الجلسة أصبحت من جلسات اليوجا الشهيرة التى تكسب الاسترخاء والتركيز، وتقوى من قوة ومرونة العضلات الهيكلي، وتفيد فى الهضم، وتزيد من تدفق الدورة الدموية للأمعاء. تبين أن ممارسة تمارين القرفصاء يوميًا تفيد فى تعزيز بناء عضلات الجسم وزيادة الكتلة العضلية، وحرق الدهون فى النصف الأسفل من الجسم. ولادات القرويات أكثر يسرًا و أقل فى المضاعفات من ولادات نساء المدن لمهاراتهن فى الجلوس القرفصاء.

أغلب أوضاعنا طيلة حياتنا الحالية تجعلنا معزولين عن الأرض بمواد غير موصلة مثل المطاط والبلاستيك والأحذية والخشب والبلاستيك والصفيح والأسفلت وأسطح الأرضيات. عندما نصبح على اتصال مباشر مع سطح الأرض عن طريق الجلوس على الأرض أو النوم، أو الوقوف حفاة تتخلص أجسامنا من الشحنات الضارة إلى الأرض مما يجعلنا نشعر بأننا أفضل، ويرفع المناعة.

الأبحاث الحديثة المتقدمة بينت أن التأريض بالتلامس الأرضى نعمة أخرى لم نكن نعرف أسرارها مطلقا إلا مؤخرًا، والجلوس أو النوم على الأرض والأفضل الطين يحسن المزاج حتى لو كان لساعة واحدة.

تشمل نصائح الوقاية من وباء إدمان الجلوس على الكراسى: تقليل وقت الجلوس خاصة فى أماكن العمل، وممارسة الرياضة قبل وبعد الجلوس على الكراسى، والإكثار من الوقوف الذى يمثل بديلًا فعالًا عند تعذر ممارسة الرياضة.