ما هى البريكس؟

إعداد: إيمان عبد اللـه | سكرتارية العلاقات الدولية

كلمة “بريكس” هى مختصر للحروف الأولى باللغة الانجليزية المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي فى العالم وهى:

(البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة (حوالي 40 مليون كيلو متر مربع)، وعدد سكانها يقارب 3 مليار نسمة اى أكثر من 40% من سكان الأرض وتملك اكثر من خمس الناتج القومي العالمي، كان أول استخدام لهذا المصطلح عام 2001.

منتدى “بريكس”:

يعد منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضمة لعضويته.

بدأ التفاوض لتشكيل مجموعة ال “بريك” عام 2006، وقد أضفى أول اجتماع لوزارة خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك 2006 طابعاً رسمياً على التجمع الجديد.

عقد أول اجتماع قمة بين رؤساء الدول السابق ذكرها (البرازيل – روسيا – الهند – الصين) فى مدينة بيكاتيرينبرغ، فى روسيا 2009 حيث تم الإعلان عن ضرورة تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.

وقد شارك فى قمة «برهص» بالعربية أى «بريك» رئيس الاتحاد الروسي «ديمتري مدفيديف» ورئيس جمهورية الصين الشعبية «هوجين تاو» ورئيس وزراء الهند «مانموهان سينغ» ورئيس البرازيل «لويس ايناسيو لولا دا سيلفا».

واتفقوا على مواصلة التنسيق فى القضايا الاقتصادية العالمية الآتية، بما فيها التعاون فى المجال المالي وحل المسألة الغذائية.

انضمت دولة جنوب أفريقيا الى المجموعة عام 2010 فأصبحت تسمي بريكس (BRICS) بدلا من بريك سابقاً.

أصبحت آلية مهمة لبناء نظام عالمي جديد، وان مواقف الدول المشاركة فيها متطابقة حيال معظم القضايا الدولية التى من أهمها رفض النظام العالمي الحالي ذو القطب الواحد والعمل على الاستعداد لدخول العالم الى نظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث ستكون الوجه الاقتصادي للمشروع الاورو أسيوي الاستراتيجي العالمي للدول الصاعدة ويمكن لها التحكم بمجالاتها الحيوية سواء القارية أو الدولية.

حيث ان دول منطقة «بريكس» تريد ان تأخذ على عاتقها مسألة تغيير هيكل الاقتصاد العالمي، لأن تأثيرها سوف ينمو. كما أنها تنتهج سياسة التكامل الاقتصادي، بدلا من السير على نهج سياسة الإجماع التى تنتهجها واشنطن.

عقد مؤتمر القمة الخامس لرؤساء دول مجموعة بريكس فى مدينة ديربان الساحلية فى دولة جنوب أفريقيا ما بين 26 و27 من شهر آذار 2013 وفى رأس جدول أعماله، بند إنشاء بنك جديد للتنمية البينية والدولية على غرار البنك الدولي المعروف وهو ما اتفق على إنشائه فى اجتماعها فى نيودلهى لعام 2012.

أهداف البريكس:

ان الهدف المعلن لإنشاء البنك هو استكمال الجهود الدولية المتعددة الأطراف والمؤسسات المالية الاقليمية الرامية الى دعم النمو والتنمية على المستوى العالـمي، غير ان الهدف الخفي فى رأي الكثرة من المراقبين، هو إنشاء مؤسسة دولية رديفة للمؤسسات الاقتصادية الدولية الحالية (مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) لتكون وسيلة تنافس هذه المؤسسات وتعمل على تحرير العالم من تأثيراتها وقيودها، فهذه المؤسسات تسيطر عليها الولايات المتحدة بشكل أساسي، سواء فيما يتعلق بتحديد إداراتها أو سياساتها، أو بتوجيه عملية اتخاذ قراراتها أو حتى منع توجيه مواردها فى الاتجاهات التى لا تخدم السياسة الأمريكية، على الرغم من أنها من حيث المسمى والطبيعة مؤسسات دولية، وهذا ما أدي فى رأي كثير من المراقبين، الى ضياع عقود من النمو على العالم الثالث.

دول البريكس والأمن القومي:

دعت الصين الى تعزيز التعاون بين دول البريكس خلال الاجتماع الثالث لممثلي هذه الدول حول قضايا الأمن القومي والذي عقد فى 2013 فى العاصمة الهندية. وقال عضو مجلس الدولة الصينى البارز «داي بينغ قوه» فى اللقاء ان العالم يتعرض لتغييرات ضخمة وجوهرية، وان الاقتصادات الصاعدة الجديدة والدول النامية ستصبح قوة ضخمة تسهل فى تحول البنية الدولية والعلاقات الدولية وفى دفع نمو الاقتصاد العالمي الى الأمام.

كان صندوق النقد الدولي قد ذكر فى تقرير له حول توقعات الاقتصاد العالمي لعام 2012 انه من المتوقع ارتفاع الإنتاج العالمي بنسبة 4.4% فيما تشهد الاقتصادات الناشئة والنامية نمواً أعلى بكثير يصل الى 6.5% وقال الصندوق ان دول «البريكس» باعتبارها كبرى الاقتصادات الناشئة ستواصل تفوقها على الدول الأخرى.

هموم دول البريكس:

تعانى دول «البريكس» كغيرها من الدول مشاكل متعددة تؤثر على مسيرتها الاقتصادية ونموها المتوقع فالأزمة الاقتصادية أثرت بشكل ملحوظ على مستوى نموها، كما ان بعض دولها لم يحقق ما كان متوقعاً من نمو اقتصادي العامين الماضيين، كذلك فهى لا تملك لغة مشتركة واحدة تسهل التخاطب والتعامل التجاري فيما بينها أولا ومع دول الخارج وأسواقه ثانياً.

كذلك يعانى بعضها مشاكل أمنية داخلية ناتجة عن التعددية الدينية فى مجتمعاتها بالإضافة الى اضطرابات موسمية تؤثر على النمو والاقتصاد وغيرها من العوامل الضرورية فى عمليات التطور وارتفاع الدخل القومي.

كما ان الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة لن تسلم بسهولة موقعها المتقدم والمسيطر على النظام العالمي الاقتصادي السياسي والعسكري.