رجـب معتـوق يكتب: حول وكالة انباء العمال العرب

تغمرني السعادة وأنا أتابع باهتمام كبير التحضيرات الجارية لإعلان البث التجريبي «لوكالة أنباء العمال العرب»، هذا الحدث الذي سعينا من أجله منذ وقت طويل مضي  ليكون اليوم حقيقة ماثلة أمامنا.

لقد جاء قرار المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في دورته العادية الثانية التي انعقدت بالدار البيضاء خلال الفترة 27 – 28 يناير 2011 بالموافقة على تأسيس وكالة أنباء خاصة للعمال العرب تهتم بقضاياهم وأخبارهم وأنشطتهم، خطوة تعكس الاستجابة لتطلعات العمال العرب وتنظيماتهم النقابية في أيجاد وسيلة إعلامية يوصلون من خلالها صوتهم ورؤاهم ومطالبهم في كافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية، وكافة القضايا التي لها علاقة بعالم العمل  والعمال ليس بداخل الوطن العربي فحسب ولكن للعالم أجمع من خلال بثها لمجموعة الأخبار باللغات الحية الأخرى كالانجليزية والفرنسية. 

كما تأتي هذه الخطوة استجابة للتعاطي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يعشيها العالم اليوم، حيث أصبح الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، والإعلام الالكتروني، يشكل أداة قوية في يد من يمتلكها ويحسن توظيفها لإيصال وجهة نظره في كل ما حوله  من أحداث. 

ومن المصادفات المضيئة أن يأتي تأسيس هذه الوكالة الإخبارية العمالية متزامناً مع حالة الحراك الجماهيري الكبير الذي تشهده بلداننا العربية والذي يشكل العمال جزءاً أساسياً فيه.

ولعله من البديهي القول أن هذه الوسيلة الإعلامية العمالية التي وضعت لها الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كل ما لديها من إمكانات متاحة، لتكون صوت العمال العرب، أمام الرأي العام العربي وأصحاب القرار في حكوماتنا العربية. هي وسيلة إعلامية لكل العمال العرب سواء المنظمين للنقابات أو غيرهم، وسواء كانوا أعضاء بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أم لم يكونوا. وسواء كانوا داخل الوطن العربي أم خارجه.

سوف تعمل هذه الوكالة بإصرار بمهنية وحرفية إعلامية وبحياد تام، وتحمل رسالة ذات مصداقية في نقل الخبر والتقرير وتغطية الإحداث والوقائع والأنشطة ليس للعمال فحسب بل ولأطراف الأخرى من أصحاب عمل ووزارات العمل احتراما وتقديراً للعلاقة القائمة بين هذه الأطراف وبما يخدم حالة الحوار فيما بينها وصولاً إلى تحقيق الأهداف والغايات المشتركة والتي تخدم المصالح العليا لأمتنا العربية. 

بالتأكيد نحن لا نستسهل القيام بهذا العمل في هذا الجو الذي يمتلئ فيه الفضاء العربي بالنشاط الإعلامي المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني حتي التخمة، ولكن بإصرار وعزيمة المخلصين لقضايا العمال العرب وقضايا الأمة العربية، فنحن على قناعة مطلقة بأن هذه الخطوة سوف تحقق نجاحاً لافتاً في خدمة الحركة العمالية والنقابية العربية. ولتنضم هذه الوكالة إلي المنظومة الإعلامية للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التي سعت الأمانة العامة إلي تفعيلها وتطويرها منذ المؤتمر العام الثاني عشر للاتحاد الذي انعقد بالخرطوم خلال الفترة من 1-3 فبراير 2010. والتي تنظم مجلة «العمال العرب» التي تصدر كل شهرين ومجلة «دراسات عمالية» التي تصدر عن المعهد العربي للدراسات العمالية كل ثلاثة أشهر، والسلسة الشهرية من «كراسات عمالية»، إلي جانب موقع الاتحاد علي شبكة المعلومات الدولية «الانترنت», وصفحة الاتحاد, وصفحة جروب العمال العرب علي شبكة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» وصولا بإذن اللـه إلي الإعلان عن تأسيس الفضائية العمالية العربية في وقت نراه قريبا.

 ونحن في الوقت الذي نتقدم فيه – والوكالة في بثها التجريبي-  بالتقدير والعرفان لكل من مد يد العون لهذا الإنجاز ليرى النور في فترة قياسية، لا سيما الأخوة في الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، والأخوة في النقابة العامة لعمال الزراعة في مصر، ولكل الإعلاميين والنقابيين العرب الذين عبروا عن سعادتهم بهذا المولود النقابي الجديد. وأعربوا عن استعدادهم لمواصلة التعاون من خلال رفده بالأخبار والتقارير والمعلومات بصورة مستمرة، فإننا نأمل من الدوائر الإعلامية لدى كافة اتحاداتنا العمالية العربية والمهنية، ولدى  منظمات أصحاب الأعمال، ووزارات العمل العربية وكافة المنظمات الوطنية والعربية والدولية المهتمة بالشأن العمالي، وخاصة منظمتي العمل العربية والدولية، استمرار التواصل مع هذه الوكالة عبر ما هو معلن من وسائل الاتصال بها، حتى تتمكن من القيام برسالتها على أكمل وجه. 

تحية تقدير للجنود المجهولين الذين عملوا بجهد ودأب وتواصل منذ عدة أسابيع لوضع كل اللمسات والتحضيرات اللازمة حتى ترى هذه الوكالة النور وتبدأ بثها التجريبي على أمل أن تواصل تقدمها وتطورها من خلال تنفيذ كافة بنود الخطة التي وضعت لذلك في غضون أشهر حتى تظهر هذه الوكالة بحلتها النهائية والتي سوف تكون في خدمة كل عامل عربي أينما كان.

المصدر | وكالة انباء العمال العرب