رئيس اتحاد المستثمرين العرب: مستقبل مصر الاقتصادي يدعو للتفاؤل.. وأغلب وارداتنا آلات وأغذية

أكد جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، أن المستقبل الاقتصادي فى مصر يدعو للتفاؤل، خاصة بعد استكمال تشكيل المؤسسات السياسية، لافتًا إلى أن الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر ليست سيئة ولكنها متجمدة، وأن الأزمة التي تواجهها لا تخيف.

وقال بيومي في تصريحات لوكالة الأنباء الصينية “شينخوا” إن مصر تتمتع بقدر عالٍ من البيروقراطية الاقتصادية، وأن الأزمة التي تواجهها لا تخيف لأنها ليست أزمة هيكلية، وإنما أزمة سيولة نتيجة تعثر بعض مصادر الدخل في البلاد خاصة السياحة والصادرات، وانخفاض الإنتاج نتيجة الاعتصامات والتظاهرات.

وأعرب رئيس اتحاد المستثمرين العرب عن أمله في أن تدور عجلة انتقال السلطة بالكامل، مشيرًا إلى أن عملية إعادة الدولة إلى الطريق الصحيح تسير ببطء “نتيجة أن الثورة قامت ولكن بدون قيادة، فتعددت القيادات واختلس البعض مكاسب الثورة، ولكن فى النهاية ستعبر مصر إلى الأفضل”.

وأضاف بيومي أن المشكلة في الاقتصاد المصري هى أن أغلب الواردات لا يمكن الاستغناء عنها عكس ما يشاع في الإعلام، فالنسبة الأكبر من الواردات عبارة عن آلات ومواد غذائية مثل القمح والزيوت وغيرها، وكلها من الصعب عدم استيرادها في الوقت الحالي.

وقال إن “الظاهرة الإيجابية العامة هي أن الاقتصاد المصري ككل رغم ما تشهده البلاد من أحداث لم يتوقف تمامًا، فهناك حركة وتقدم ولكنه يكاد يكون غير محسوس وأقل بكثير مما ينبغي أن يكون عليه، لتحقيق معدل نمو يمكن أن يصل إلى الطبقات الفقيرة، خاصة أن المجتمع يعاني من مشكلة عدالة توزيع الدخل”.

وأشار إلى “أنه طالما أن الأمن غير مستتب فإن الأموال تكون غير مستقرة، ورجال الأعمال لا يشعرون بالأمان لأنفسهم، وبالتالي فهو لا يأمن على استثماراته وأمواله .. موضحًا أن هناك علامة استفهام قوية على عدم عودة الأجهزة الأمنية والشرطة لأداء دورها على أكمل وجه والقيام بواجبها رغم مرور عام على أحداث الثورة، وبغض النظر عما أذا كان الناس يثقون في الشرطة أم لا، فعليهم تنفيذ القانون وفرضه مشددًا على أن مشكلة الأمن لابد وأن تحسم” .

وقال إن ملامح المستقبل بالنسبة للوضع الاقتصادي لم تتبلور بعد، ولاتزال هناك نقاشات معمقة ومطولة في هذا الصدد، وهو ما يصيب القطاعات الاقتصادية المختلفة بحالة ارتباك.

ودعا إلى ضرورة الاتفاق على كيفية إدارة اقتصاد مصر، هل هو اقتصاد تديره الدولة، أم اقتصاد يعتمد على آليات السوق الطبيعية .. مشيرًا إلى أن الصورة والوضع في مصر قد يبدو للبعض غير مستقر شيئًا ما “ولكني متفائل جدًا للمستقبل القريب لهذا البلد، والإخوان المسلمون هم مواطنون بهذا البلد، ولهم دور بارز في خدمة المواطنين والعمل الاجتماعي، ولم يكونوا يومًا ما مع إدارة الدولة للنشاط الاقتصادي، ونشاطهم الاقتصادي أصلا قائم على الملكية الخاصة وأعلنوا أنهم يحترمون الملكية الخاصة، وأنا أثق في أنهم لن يكونوا ضد العمل والسوق الحر”.

وشدد بيومي على أن “ما يؤثر على الأوضاع في مصر هو غياب قياده يثق فيها الجميع، لأن الثورة قامت بدون قيادة، والمشكلة أن الجميع يتحدثون باسم الشعب وباسم الثورة، ولا يوجد وفاق وطني جامع على ما يتم الاتفاق عليه، الأمر سيأخذ بعض الوقت، وعلينا الاعتراف بأن الانتخابات التي جرت مؤخرًا كانت أفضل ما شهدناه وعلينا البناء عليها وأن نحترم اختيار الشعب أيًا كان”.

وقال إن التحول في مصر يختلف كلية عن التحول الذي شهدته أوروبا الشرقية التي تحولت من نظام لنقيضه، من الشيوعية إلى الرأسمالية، أما النظام السياسي والاقتصادي في مصر فهو نظام يحترم الحريات، ويحترم القطاع الخاص والملكية الخاصة.

المصدر:  موقع الاهرام الالكترونى، قسم الاقتصاد