التاريخ النقابى

أدى الكفاح الشعبى المتواصل إلى ظهور الحركة العمالية المصرية فى العصر الحديث.. وفى طليعة الكفاح الوطنى التحررى وخاصة منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1789.. واستطاعت هذه الحركة العمالية الجماهيرية بنوعيها أن تعبئ قواها وتنظم صفوفها للنضال المطلبى ضد الاستغلال الاقتصادى المستند إلى حماية النفوذ الأجنبى الذى أخذ يتعاظم مع النصف الثانى من القرن التاسع عشر ثم ازداد ذلك النضال إلى أن تمخض عن البدء فى إقامة التنظيمات النقابية مع نهاية هذا القرن ذلك أنه خلال الفترة من عام 1845 إلى 1879 شهدت البلاد حقبتى سعيد وإسماعيل، موجة من تدفق الاستثمارات والقروض بما صاحب ذلك من سيطرة الامتيازات الأجنبية على اقتصاد مصر.. فقد وصل عدد المستثمرين الأجانب خلال تلك الفترة إلى 168 ألفا، بينما لم يكن عددهم فى عهد محمد على يزيد على 300 فقط وقد حرص هؤلاء على السعى المستمر من أجل الحصول على الامتيازات والمزيد من الامتيازات، وتم خلال هذه الفترة تأسيس 15 شركة للاستثمار، ثم تزايد حجم الوجود الأجنبى الذى تظلله الامتيازات فى مصر مع الاحتلال البريطانى.. إذ تشير الإحصاءات إلى أنه خلال السنوات العشر الأولى للاحتلال من 1882 إلى 1892 ارتفع عدد الشركات المساهمة الأجنبية إلى 34 شركة بينما نشطت رؤوس الأموال للاستثمار فى الصناعات ذات النشاط الاستهلاكى الذى يخدم التواجد الأجنبى فى مصر.ز ومن ثم بدأت تتبلور فى مصر سمات العمل المأجور.. وظهور الحركة العمالية المصرية بشكلها الحديث.